انطلقت صباح اليوم، فعاليات المهرجان الثاني للنباتات الطبية والعطرية، الذى تنظمه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي “GIZ” مصر، بالتعاون مع محافظة الفيوم، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وبالتنسيق مع عدد من الجهات الشريكة، على مدى يومي 21 و22 سبتمبر الجاري، بفندق هلنان أوبرج الفيوم، على ضفاف بحيرة قارون، بهدف تعزيز قدرات صغار المزارعين وتحسين سبل معيشتهم، وتوعيتهم بالممارسات الزراعية النظيفة، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المشتغلين بقطاع النباتات الطبية والعطرية وسبل التغلب عليها.
شهد الفعاليات، الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، واللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، والدكتور عادل عبد العظيم، ممثلاً عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور محمد عماد، نائب محافظ الفيوم، والأستاذ بلال حبش، نائب محافظ بني سويف، والدكتور ياسر حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، والدكتور طارق الهوبي، رئيس هيئة سلامة الغذاء، واللواء شريف صالح، رئيس هيئة تنمية الصعيد، والنائب عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، والمهندس طارق أبو بكر، عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، رئيس اللجنة التنظيمية للمهرجان، والمهندس على عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، والدكتور أمجد القاضي، المدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي التابع لوزارة التجارة والصناعة، والسيدة ميريام فيرناندو، مدير مشروع الابتكار الزراعي التابع للوكالة الألمانية للتعاون الدولي، واللواء عبد الفتاح تمام، سكرتير عام المحافظة، والدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، ووكلاء وزارات الزراعة بمحافظات الفيوم وبني سويف والمنيا، وخبراء زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية، وممثلي المؤسسات العلمية والبحثية والمنظمات والهيئات الدولية، والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، والعاملين في مدخلات الإنتاج والتصنيع، والجمعيات التسويقية، والمزارعين، من المحافظات المشاركة.
في كلمته، أعرب محافظ الفيوم، عن ترحيبه بجميع ضيوف المحافظة، وكافة المشاركين في المؤتمر الثاني للنباتات الطبية والعطرية، مثمناً دور الوكالة الألمانية في تنظيم هذا المهرجان، كما قدم الشكر لجميع الهيئات والمؤسسات والمعاهد والمراكز البحثية وكافة المشاركين بالمهرجان، متمنياً خروجه بنتائج وتوصيات تعود بالنفع والفائدة على كافة المشتغلين بمجال النباتات الطبية والعطرية.
وأكد المحافظ، أن قطاع النباتات الطبية والعطرية له أهمية كبيرة، ويشهد تطوراً ملحوظاً في مصر خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أهمية التوسع فى عمليات تصدير هذه المنتجات للأسواق العالمية، الأمر الذي يسهم في تحقيق فرص تنموية أكبر لهذا القطاع الحيوي، الذي لديه القدرة على قيادة الاقتصاد الزراعي في مصر خلال السنوات القادمة، ودعم الاقتصاد القومي، فضلاً عن توفير الآلاف من فرص العمل، لافتاً إلى أن محافظة الفيوم تتميز ببيئات متفردة وتربة خصبة تسهم فى التوسع فى زراعة النباتات الطبية والعطرية، كما تعتبر محافظات شمال الصعيد “الفيوم وبنى سويف والمنيا” من أكبر المحافظات فى إنتاج وتصدير هذه الزراعات.
كما أشار محافظ الفيوم، إلي أن التشبيك بين جميع المشاركين في عملية إنتاج وتصنيع وتصدير النباتات الطبية والعطرية، يسهم في تحقيق ميزة نسبية لمصر بشكل عام، والتي تعتبر الزراعة من أقدم المهن بها، وذلك بهدف التحول إلى صناعة أكثر حرفية، تتيح الوصول إلى صناعات أكثر دقة وشمولاً، مؤكداً أن الزراعة والتصنيع الزراعي يمثلان قاطرة للتنمية في مصر، كما أكد المحافظ، أن مصر قادرة على العبور من الأزمة العالمية الحالية والانطلاق إلى آفاق أوسع من التنمية، بفضل تضافر جهود المخلصين من أبنائها.
وتابع، أن المحافظة بكل أجهزتها تعمل على استضافة مثل هذه المهرجانات والمبادرات، التى تعد بمثابة منصة لتطوير قطاع زراعي صناعي هام، والعمل على ربط منتجى النباتات الطبية والعطرية والوسطاء من التجار بمتطلبات السوق العالمي، وتعزيز الميزة التنافسية من خلال الترويج لها، والعمل على الاستغلال الأمثل للميزات النسبية للمحافظة وبيئتها الصالحة لمثل هذه الزراعات.
فيما استعرض محافظ الوادي الجديد، نبذة مختصرة عن تاريخ المحافظة، وبنيتها الأساسية، وإنتاجها الزراعي، مؤكداً أن المحافظة تهتم بالقطاع الزراعي كأساس لكافة مجالاتها التنموية، معرباً عن استعداد المحافظة للتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة، لإطلاق مبادرة لزراعة 20 ألف فدان بالنباتات الطبية والعطرية، وتقديم التسهيلات اللازمة بهذا الشأن، وكذا استعداد المحافظة لاستضافة فعاليات مؤتمر النباتات الطبية والعطرية في دورته الثالثة على أرض المحافظة في العام القادم.
وكشف نائب محافظ بني سويف، عن عدد من جهود المحافظة للنهوض بقطاع النباتات الطبية والعطرية على أرضها، حيث يتم زراعة 15 ألف فدان بهذه النباتات بالمحافظة، ويعمل في تصديرها نحو 270 شركة، مشيراً إلى صدور قرار جمهوري بإنشاء أول مدينة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية، لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع الواعد بمحافظة بني سويف، كما تم إشهار جمعية لتوحيد جهود العاملين في هذا القطاع الحيوي بالمحافظة.
من جانبه قال ممثل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الهدف الأساسي من كافة الفعاليات التي تنظمها الوزارة، هو المزارع المصري، وإطلاعه على كيفية تنظيم عملية الإنتاج، الأمر الذي يسهم في زيادة الدخل القومي، مشيراً إلى اهتمام الوزارة بملف النباتات الطبية والعطرية التي يطلق عليها “الذهب الأخضر”، حيث قامت الوزارة بتدشين البرنامج الوطني لتنمية النباتات الطبية والعطرية، وتعمل كذلك على استنباط أصناف جديدة منها تتماشى مع التغيرات المناخية التي يمر بها العالم، كما قامت بتشكيل فرق متخصصة لدراسة كل ما يتعلق بهذه النباتات، لافتاً إلى أنه يجري تنفيذ استراتيجية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية وأماكن زراعة كل محصول واحتياجاته، متمنياً سرعة إعداد خطة شاملة تتضمن دور كل جهة ومسئولياتها لتطوير هذا القطاع خلال الفترة القادمة.
ورداً على المشكلة التي طرحها أحد المزارعين بشأن اشتراطات التصدير للنباتات الطبية والعطرية، والتي تستلزم الحاجة إلى نقل هذه المنتجات إلى دولة تركيا لتعقيمها قبل التصدير، أكد محافظ الفيوم استعداد المحافظة لتوفير الأرض اللازمة والتنسيق مع البنك الزراعي وهيئة تنمية الصعيد وكافة الجهات ذات الصلة، لإقامة وحدة تعقيم متكاملة للنباتات الطبية والعطرية بالقرب من أكبر تكتل لهذه النباتات بالمحافظة، للتيسير على منتجي ومصدري النباتات الطبية والعطرية في محافظة الفيوم وكافة محافظات الجمهورية، حيث ستكون هذه الوحدة هي الأولى من نوعها في مصر لتعقيم النباتات الطبية والعطرية قبل تصديرها.
وعلى هامش فعاليات مهرجان النباتات الطبية والعطرية، قام محافظا الفيوم والوادي الجديد، وضيوف المهرجان، بافتتاح وتفقد معرض النباتات الطبية والعطرية ومنطقة بازارات الحرف اليدوية، كما تم تكريم داعمي ورعاة المهرجان، وتسليم الجوائز للفائزين في المسابقات.
يهدف مهرجان النباتات الطبية والعطرية إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه هذا القطاع، وتعزيز الميزة التنافسية في مصر، من خلال الترويج للمنتجات العضوية وشبه العضوية الآمنة، وكذلك تعزيز قدرات صغار المزارعين وتحسين سبل معيشتهم وزيادة دخولهم، وتوعيتهم بالممارسات الزراعية النظيفة، وتعزيز المشاركة الاقتصادية للمرأة أثناء العمليات المختلفة للإنتاج بدءاً من الزراعة حتى التجميع والتصنيع والتصدير، وتوثيق الروابط وتعزيز سبل التعاون بين منتجي ومصنعي ومسوقي ومصدري ومستخدمي النباتات الطبية والعطرية، وإضافة القيمة لمنتجاتها، والتعرف على الإبتكارات الجديدة والتكنولوجيا وتقديم حلول مبتكرة للكفاءة الزراعية والإنتاجية والاستدامة وتنوع المنتجات ومستخرجات النباتات الطبية والعطرية.
ويشمل المؤتمر 6 جلسات علمية على مدى يومين، ويشارك به 90 عارض ومقدم خدمة، ونحو 2500 متخصص من منتجي ومصنعي ومصدري النباتات الطبية والعطرية، وممثلي سلاسل التوزيع والمصانع والجمعيات الأهلية، وخبراء زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية والوقاية من الأمراض والآفات، وممثلي المؤسسات العلمية والبحثية والمنظمات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، ومقدمي الخدمات والاستشارات، إضافة إلى العاملين في مدخلات الإنتاج والتصنيع “التعبئة والتغليف والماكينات والأسمدة”، والجمعيات التسويقية والمزارعين، من محافظات الفيوم، وبني سويف، والمنيا، والوادي الجديد، والأقصر، ويشمل المهرجان ورش عمل، ومحاضرات علمية، وندوات علمية متخصصة لتسليط الضوء على أهم الموضوعات الخاصة بالنباتات الطبية والعطرية في العالم بشكل عام، وفي مصر بشكل خاص، مع التركيز على الجديد في عمليات الإنتاج والتصنيع، والتعرف على متطلبات الأسواق الخارجية، وأهم المعوقات التي تواجه هذا القطاع.