بحضور عدد من المنتجين والمصدرين وممثلي الشركات..محافظا الفيوم وبني سويف يشهدان انطلاق فعاليات المهرجان الثالث للنباتات الطبية والعطرية
شهد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، والدكتور محمد هانئ غنيم محافظ بني سويف، انطلاق فعاليات المهرجان الثالث للنباتات الطبية والعطرية، الذى تنظمه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي “GIZ” مصر، بالتعاون مع محافظة الفيوم، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وبالتنسيق مع عدد من الجهات الشريكة، على مدى يومي 30 سبتمبر و1 أكتوبر 2024، بأحد الفنادق على ضفاف بحيرة قارون، بهدف تعزيز قدرات صغار المزارعين وتحسين سبل معيشتهم، وتوعيتهم بالممارسات الزراعية النظيفة، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المشتغلين بقطاع النباتات الطبية والعطرية وسبل التغلب عليها.
جاء ذلك بحضور، الدكتور محمد التوني، نائب محافظ الفيوم، والدكتور بلال حبش، نائب محافظ بني سويف، والدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، المنسق الوطني لمشروع الابتكار الزراعي، نائباً عن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور هشام الهلباوي، مساعد وزير التنمية المحلية، نائباً عن الوزيرة، واللواء شريف صالح، رئيس هيئة تنمية الصعيد، والمهندس عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، والأستاذ أحمد شاكر، سكرتير عام المحافظة المساعد.
كما شهد الفعاليات، الأستاذ حلمي أبو العيش، رئيس مجلس إدارة مجموعة “سيكم”، رئيس مجلس أمناء جامعة هليوبوليس، والسيد أندرياس روب، رئيس تكتل مشروعات تنمية القطاع الخاص بالوكالة الالمانية للتعاون الدولي، والمهندس طارق أبو بكر، رئيس لجنة النباتات الطبية والعطرية بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، والدكتور أمجد القاضي، المدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي التابع لوزارة التجارة والصناعة، والمهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، ووكيلي وزارة الزراعة بمحافظتي الفيوم وبني سويف، وخبراء زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية، وممثلي المؤسسات العلمية والبحثية والمنظمات والهيئات الدولية، والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، والعاملين في مدخلات الإنتاج والتصنيع، والجمعيات التسويقية، والمزارعين، من المحافظات المشاركة.
في كلمته، أعرب محافظ الفيوم، عن ترحيبه بجميع ضيوف المحافظة، وكافة المشاركين في المؤتمر الثالث للنباتات الطبية والعطرية، مثمناً دور الوكالة الألمانية في تنظيم هذا المهرجان، كما قدم الشكر للمزارعين، وجميع الهيئات والمؤسسات والمعاهد والمراكز البحثية وكافة المشاركين بالمهرجان، متمنياً خروجه بنتائج وتوصيات تعود بالنفع والفائدة على كافة المشتغلين بمجال النباتات الطبية والعطرية.
وأكد المحافظ، أن قطاع النباتات الطبية والعطرية له أهمية كبيرة، ويشهد تطوراً ملحوظاً في مصر خلال السنوات الأخيرة، مشيراً أن المساحات المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية في محافظة الفيوم تشهد تزايداً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة حتى وصل إجمالي المساحة المنزرعة بها إلى أكثر من 30 ألف فدان، مع الالتزام بمعايير الجودة المحلية والعالمية، للحفاظ على الصحة العامة والتوسع فى مجالات التصدير، مضيفاً أن التوجه الحالي لمحافظة الفيوم هو تحويل مجال النباتات الطبية والعطرية من مجرد زراعة تشتهر بها المحافظة، إلى صناعة متكاملة.
كما أكد محافظ الفيوم، ضرورة التشبيك بين جميع المشاركين في عملية إنتاج وتصنيع وتصدير النباتات الطبية والعطرية، وتشجيع دور القطاع الخاص، مشيراً أن الزراعة والتصنيع الزراعي يمثلان قاطرة للتنمية في مصر.
وأضاف، أنه يجري التجهيز لإنشاء وحدة لتعقيم النباتات الطبية والعطرية بمنطقة دمو، للتيسير على المنتجين والمصدرين، كما يجري التجهيز لإنشاء مجمع صناعي للنباتات الطبية والعطرية بمنطقة السنجأ مركز أبشواي، لاستيعاب عدد أكبر من المنتجين والمصدرين، ومن المقترح تنفيذ المرحلة الأولى من المجمع على مساحة 5 أفدنة و8 قراريط، حيث سيتم إنشاء 30 هنجر معدني على مساحة 432 متر مربع، فيما سيتم تنفيذ توسعات المجمع في مرحلته الثانية على مساحة 20 فدان، موجهاً الدعوة لكافة ممثلي شركات القطاع الخاص، للشراكة في هذا المشروع.
وقال محافظ بني سويف، أن إقليم شمال الصعيد يُعد إقليماً واعداً بما يحويه من موارد ومقومات يتطلب استثمارها رؤية متكاملة، يسهل ترجمتها إلى واقع عملي وخطط استراتيجية ومشروعات وبرامج تنموية لدعم هذا القطاع، الأمر الذي يكسب هذا المهرجان أهميته كونه يستهدف الوصول لرؤية مشتركة يتم ترجمتها لخطوات جادة للنهوض بقطاع زراعة وصناعة النباتات الطبية والعطرية، من خلال مواجهة تحدياته، وتعظيم سلاسل القيمة المضافة، خاصة وأن قطاع النباتات الطبية والعطرية من المجالات الاقتصادية ذات العوائد التنموية المتنوعة والشاملة.
وأضاف، أن النباتات الطبية والعطرية المصرية تحظى بمكانة مميزة بين جميع الدول المُصدرة على مستوى العالم، إذ تعد مصر خامس أكبر مصدري هذه النوعية من النباتات بنسبة تصل لـ 5.8 % ، ويتم زراعة 90٪ من النباتات الطبية والعطرية في صعيد مصر، وتتركز غالبيتها في محافظات: بني سويف ،الفيوم والمنيا ، لذلك تسعى الدولة للنهوض بهذا القطاع، وذلك في إطار رؤية مصر 2030 التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار “هانئ” أنه على مدار ما يقرب من 3 سنوات كان قطاع النباتات الطبية العطرية في صدارة اهتمام محافظة بني سويف، خاصة وأنها تحظى بنصيب يتراوح من 40 إلى 60 % من صادرات مصر في هذا المجال، لذلك سعينا من خلال الاستراتيجية التنموية المحلية العامة التي أطلقتها المحافظة، للنهوض بـ 6 قطاعات اقتصادية منها قطاعي الزراعة والصناعة، وكان مقترح إنشاء منطقة صناعية زراعية للنباتات الطبية والعطرية من أبرز تلك المشروعات التي تضمنتها الاستراتيجية التنموية، وتوجت هذه الجهود بصدور القرار الجمهوري بتخصيص مساحة 147 فدان بالظهير الصحراوي لمركز سمسطا، لإقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية والتصنيع الزراعي، والتي كانت بمثابة خطوة مهمة للمُضي قُدماً في المشروع الذي سيسهم في تحقيق نقلة نوعية في تلك الصناعة الواعدة.
فيما أكدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، في كلمتها التي ألقاها نيابة عنها الدكتور هشام الهلباوي مساعد الوزيرة للمشروعات القومية ، أن الحكومة المصرية تلتزم بمواصلة مسيرة العمل المشترك مع جميع الشركاء لبناء اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات، وضمان التمكين الاقتصادي لتحسين جودة حياة المواطن المصري، مؤكدة التزام وزارة التنمية المحلية بدعم جميع الجهود التي تستهدف تعزيز مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات الاقتصادية على المستوي المحلي، ودعم عدد من القطاعات الاقتصادية الهامة وعلى رأسها الزراعية والصناعية والسياحية، فوضعت الحكومة المصرية “التوسع في دعم التصنيع الزراعي” أحد أهم ركائز برنامج عملها خلال الثلاث سنوات (2024-2027).
كما تناولت الكلمة إلقاء الضوء على جهود وزارة التنمية المحلية في مجال النباتات الطبية والعطرية، حيث قامت الحكومة المصرية بوضع وتنفيذ منهجيات تنمية وتطوير التكتلات الاقتصادية بناءً على الميزات النسبية وعلى رأسها المنتجات الزراعية ضمن استراتيجية تنمية الصناعة الجديدة، وكذا خطط عمل الحكومة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر حتى عام 2027، بل وتحرص وزارة التنمية المحلية على وضع تنمية التكتلات الزراعية ضمن استراتيجيات التنمية الاقتصادية المحلية للمحافظات.
كما تم الاشارة إلي ان الوزارة تعمل على تنمية عدد كبير من التكتلات الاقتصادية الزراعية عبر منهجية تستند على تطوير سلاسل القيمة من مرحلة الإنتاج حتى مرحلة التسويق، وتتعاون الوزارة مع المحافظات في وضع خريطة مصرية للتكتلات الاقتصادية وربطها بالمناطق الحرفية والصناعية لوضع تصور متكامل للتنمية الاقتصادية على مستوي كل محافظة، بما يضمن توجيه الاستثمارات اللازمة وفق الأولويات وتنسيق جهود أصحاب المصلحة سواء من المستثمرين أو شركاء التنمية على المستوي المحلي.
ومن جانبه، قال رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن الهدف الأساسي من كافة الفعاليات التي تنظمها الوزارة، هو المزارع المصري، لإطلاعه على كيفية تنظيم عملية الإنتاج، الأمر الذي يسهم في زيادة الدخل القومي، مشيراً إلى اهتمام الوزارة بملف النباتات الطبية والعطرية، والعمل على دعم المشتغلين بها، ودعم الممارسات الزراعية الجيدة، والتوجه إلى الميكنة الزراعية الحديثة، والحلول الذكية والخضراء، فى ظل التغيرات المناخية.
وأضاف، أن وزارة الزراعة، تهدف من خلال مشروع الابتكار الزراعي، إلى الربط بين مزارعي النباتات الطبية والعطرية على مستوى الجمهورية، والعمل على تحسين الدخل الاقتصادي لهم وربطهم بالأسواق، مع وضع الحلول الرقمية للمشكلات، ورفع كفاءة الجمعيات الزراعية المهتمة بالنباتات الطبية والعطرية، والعمل على زيادة المساحات المنزرعة بهذه المحاصيل وزيادة القيمة المضافة الخاصة بها.
فيما أشار رئيس هيئة تنمية الصعيد، إلى اهتمام القيادة السياسية بتنمية صعيد مصر، وتنفيذ مشروعات تنموية بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة لوضع الصعيد في المكانة اللائقة على الخريطة التنموية، بعد أن ظل مهمشاً لفترة طويلة.
وأضاف، أن إقليم شمال الصعيد يمتاز بالعديد من المزايا النسبية ومنها النباتات الطبية والعطرية، مشدداً على ضرورة التكامل في هذا المجال بين جميع الأجهزة التنفيذية والمراكز البحثية وهيئة تنمية الصعيد، مشيراً إلى استعداد الخيئة لتقديم كافه سبل الدعم اللازم لإنجاح هذا التكامل، وتشجيع الاقتصاد وخلق بيئة جاذبة للاستثمار، مضيفاً أن أحد أهم أهداف الهيئة هو الاهتمام بمجال النباتات الطبية والعطرية، وتقديم الدعم لمحافظات شمال الصعيد لتنمية هذا القطاع الحيوي.
فيما أكد السيد اندرياس روب، رئيس تكتل مشروعات تنمية القطاع الخاص بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي “جي أي زد”، أن الدورة الثالثة من المهرجان تأتي استكمالاً للنجاحات التي تحققت خلال دورتي المهرجان السابقتين، مشيراً أن قطاع النباتات الطبية والعطرية يعد ركيزة أساسية في تعزيز النمو المستدام في مصر. وتأتي الشراكة بين مصر وألمانيا من خلال مشروع الابتكار الزراعي الذي تنفذه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بهدف خلق فرص اقتصادية أفضل للعاملين في هذا القطاع ودعم الدخل القومي المصري.
فيما أشار المهندس عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إلي أهمية قطاع النباتات الطبية والعطرية، وفرص النمو الكبيرة المتوقعة لهذا القطاع، لاسيما في ضوء الطلب العالمي المتزايد والغير محدود على منتجات النباتات الطبية والعطرية وهو ما يجعلها على رأس القطاعات التصديرية الواعدة، حيث بلغت صادرات النباتات الطبية والعطرية خلال العام الماضي 282 مليون دولار.
وأكد المهندس طارق أبو بكر، رئيس لجنة النباتات الطبية والعطرية بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، أن المهرجان يهدف إلى تجميع الأطراف العاملة في قطاع إنتاج وتصدير النباتات الطبية والعطرية، خاصة صغار المزارعين والمصدرين، مما يفتح المجال أمامهم نحو تعزيز سبل التعاون والشراكة، كما يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على هذا القطاع الهام، من خلال عرض المنتجات المختلفة من النباتات الطبية والعطرية، ويساعد على التعرف على التطور الكبير الذي شهده هذا القطاع، وأحدث التقنيات والابتكارات المتقدمة المتاحة أمام العاملين بهذا القطاع.
وعلى هامش فعاليات مهرجان النباتات الطبية والعطرية، قام محافظا الفيوم وبني سويف، وضيوف المهرجان، بافتتاح وتفقد معرض النباتات الطبية والعطرية ومنطقة بازارات الحرف اليدوية، كما تم تكريم داعمي ورعاة المهرجان، وتسليم الجوائز للفائزين في المسابقات.
يهدف مهرجان النباتات الطبية والعطرية إلى تعزيز التعاون بين الشركات المصرية والدول الرائدة في هذا المجال، وتبادل الخبرات بالشكل الذي يسهم في تطوير هذا القطاع، ويركز المهرجان على عدة محاور أساسية تشمل تحقيق القيمة المضافة من خلال تحسين مراحل الإنتاج والتصنيع، وتعزيز تكامل سلسلة القيمة للنباتات الطبية والعطرية، بدءًا من الزراعة وصولاً إلى المنتجات النهائية، كما يسعى المهرجان إلى تعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة الابتكار والإنتاجية، وذلك من خلال تشجيع مشاركته في مختلف مراحل الصناعة، بالإضافة إلى ذلك، يركز المهرجان على تلبية متطلبات الأسواق المحلية والعالمية عبر تطوير المنتجات وفقًا للمعايير والابتكارات الدولية، مما يسهم في تعزيز مكانة مصر كمحور رئيسي في هذا القطاع.
ويشمل المؤتمر 6 جلسات علمية على مدى يومين، ويشارك به 100 عارض ومقدم خدمة، ونحو 2500 متخصص من منتجي ومصنعي ومصدري النباتات الطبية والعطرية، وممثلي سلاسل التوزيع والمصانع والجمعيات الأهلية، وخبراء زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية والوقاية من الأمراض والآفات، وممثلي المؤسسات العلمية والبحثية والمنظمات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، ومقدمي الخدمات والاستشارات، إضافة إلى العاملين في مدخلات الإنتاج والتصنيع “التعبئة والتغليف والماكينات والأسمدة”، والجمعيات التسويقية والمزارعين.
كما يشمل المهرجان ورش عمل، ومحاضرات علمية، وندوات علمية متخصصة لتسليط الضوء على أهم الموضوعات الخاصة بالنباتات الطبية والعطرية في العالم بشكل عام، وفي مصر بشكل خاص، مع التركيز على دور الجهات التنموية في دعم وتطوير القطاع، ومتطلبات سلامة الغذاء للأسواق التصديرية تلبية للمعايير والمتطلبات الدولية، وسبل تعزيز القيمة المضافة، وتطبيق الحلول الخضراء لفتح أسواق جديدة، وكذلك سبل تعزيز القدرات البشرية من خلال سد الفجوة بين الجنسين، وفتح أبواب التمويل لرواد الأعمال والعاملين بالقطاع، ويناقش المؤتمر، الابتكارات والتطبيقات الجديدة للنباتات الطبية والعطرية في قطاعات الغذاء والأدوية ومستحضرات التجميل، واستعراض خارطة طريق لتطوير قطاع النباتات الطبية والعطرية، مع التركيز على الإجراءات التي تم اتخاذها منذ النسخة الثانية للمهرجان، وتسليط الضوء على دور مصر المحوري في هذه الصناعة الحيوية، كما تشمل الفعاليات جلسات “اسأل خبير” مع استشاريين دوليين ومحليين، حيث تتاح الفرصة للمشاركين للحصول على مشورة وتوجيه من خبراء في هذا المجال، مما يسهم في تحسين ممارسات القطاع على المستوى العالمي.